الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قام به والدك من ضربك ضرباً مبرحاً وشتمك بالشتائم القبيحة هو سلوك خاطئ وفعل محرّم وظلم لك، لكنّ ذلك كلّه لا يسوّغ لك عقوقه، وما وقع منك من ضربه وشتمه هو بلا شك من العقوق المحرّم، بل من أكبر الكبائر، وإنّما كان المشروع لك أن تهرب منه أو تفعل ما تتخلّص به من أذاه، لكن دون ضربه وشتمه.
فالواجب عليك التوبة من ذلك والحرص على برّه والإحسان إليه.
وأمّا عن طاعته في الأمور التي تخصّك ولا تنفعه مثل دراسة تخصص معين لا ترغب فيه، فلا تجب عليك طاعته في ذلك، قال ابن تيمية: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ. الفتاوى الكبرى.
لكن ينبغي عليك إقناعه برفق وأدب والاستعانة بمن يقبل نصحه في هذا الأمر.
وانظر الفتوى رقم: 43601.
والله أعلم.