الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك على متابعة الاتصال بنا ونفيدك أن الفتوى ليس فيها اتهام بالإلحاد، وإنما حذرنا من تغيير نظم القرآن خوفاً من الوقوع في الإلحاد في آيات الله وتحريفها، فقد نقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أنه فسر الإلحاد في آيات الله بتبديل الكلام ووضعه في غير موضعه.
وأما ما ذكرته من عدم علمك بمعنى الكلمة فعلاجه بسؤال أهل العلم عن معناها أو النظر في كتب التفسير، فقد قال الله تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.
فقوله تعالى: بغير علم ـ فسره الشوكاني: بكونه غير عالم بحال ما يشتريه، أو بحال ما ينفع من التجارة وما يضر.
وأما تدبر القرآن فهو أمر مهم وهو من مقاصد نزول القرآن، كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ. {ص:29}.
ومعنى تدبر القرآن: هو تفهم آياته وتعقلها وإمعان النظر فيها، وهو مأخوذ من تدبرت الشيء تفكرت في عاقبته، كذا في تفسير القرطبي وأضواء البيان.
فالتدبر يحصل بالتأمل في معنى الآية حتى يعلم مراد الله بها ولا يحصل بتغيير النظم القرآني.
والله أعلم.