الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أحوال انتقال النجاسة من جسم لآخر في الفتوى رقم: 117811 ، فلتراجع، وذكرنا أن العلماء اختلفوا في العفو عن النجاسة الناشئة عن عرق المحل المتنجس، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 45775، وانظر أيضاً للفائدة الفتوى رقم: 116329.
وعلى كل، فإن التلطخ بالنجاسة في البدن لا يجوز عند كثير من العلماء ـ ولو في غير الصلاة ـ إلا لضرورة وانظر الفتوى رقم: 51944 ، ومن ثم، فقد كان ينبغي لك أن تبادر بإزالة هذه النجاسة من يدك، وأما كون هذه النجاسة قد انتقلت ـ بحسب ما ورد في السؤال ـ إلى سجادة المسجد فهذا بعيد جداً، بل يشبه أن يكون السؤال عن هذا نوعاً من الوسوسة التي نحذر كثيراً من التمادي معها والاسترسال فيها، لما لها من الأثر الخطير في إفساد دين العبد ودنياه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 51601.
واعلم أن الأصل عدم انتقال النجاسة وبقاء الطهارة فمتى حصل الشك في تنجس شيء ما، فإننا نستصحب الأصل وهو طهارته، فإن اليقين بقاء الطهارة فلا يزول اليقين بمجرد الشك، وانظر الفتوى رقم: 128341.
والله أعلم.