الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أنّ إجابة الدعاء لا يلزم بالضرورة أن تكون بتحققّ المطلوب، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاث:ٍ إِمَّا أنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أنْ يَصْرِف عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللَّهُ أكْثَرُ. رواه أحمد.
والدنيا دار عمل لا دار جزاء، والآخرة هي دار الحساب والجزاء، والله تعالى حليم لا يعاجل العاصي بالعقوبة، بل قد يفتح عليه الدنيا استدراجاً وقد يعجّل الله للعاصي شيئاً من العقوبة ليرجع إلى ربّه ويتوب من معصيته، والسعيد من يبادر بالتوبة ويرجع إلى ربّه.
ولا شكّ أنّ المعاصي سبب لنزول البلاء، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى : 30}.
وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة الا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب. الجواب الكافي.
والإنسان قد يظنّ بنفسه خيراً ويحسب أعماله برّاً وفضلاً، ويكون الأمر على خلاف ذلك، والمرجع الصحيح لمحاسبة النفس والميزان العدل لتقويم الأعمال هو الشرع الحنيف.
فاعلمي أنّ ما كان منك من تعارف مع زميل العمل هو أمر لا يقرّه الشرع، فلا يقرّ الشرع علاقة زمالة أو صداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، لما يجرّه ذلك من الفتن وينطوي عليه من المفاسد والشرور.
ويزداد الأمر سوءا بكونه غير مسلم، وتبرير التعارف بهذا الرجل بالرغبة في دعوته إلى الإسلام، إنما هو تلبيس من الشيطان واتباع لخطواته واغترار بتزيينه، فذلك باب فتنة، وذريعة فساد.
فالواجب عليك التوبة إلى الله وقطع علاقتك بالرجال الأجانب والتزام حدود الشرع والتأدب بآدابه، ومما يعينك على ذلك مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة، وعليك أن تتعلمي ما يلزمك من أحكام الشرع وتجتهدي في التقرّب إلى الله بما شرعه، وسوف تجدين الخير كلّ الخير في الدنيا والآخرة ولن يضيع عملك أبداً، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
أمّا عن الشخص الذي يتمادى في أحلام اليقظة ويحدّث نفسه طويلاً، فيمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة في شأنه.
والله أعلم.