الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفتور ظاهرة طبيعية لا يسلم منها أحد، إلا من عصمه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل. رواه البزار، وصححه الألباني.
كما أن المقرر عند أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص.
وعلاج الفتور يكون: بأن يوقن العبد أنّه لا حول له ولا قوة إلّا بالله ويعلم أنّه لا يقدر على فعل طاعة أو ترك معصية إلّا أن يمنّ الله عليه بالإعانة والتوفيق، فعليك ببذل جهدك مع الاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في دعائه، والحرص على الرفقة الصالحة والبيئة الإيمانية، وتجنبي صحبة السوء وبيئة المعاصي واللهو، وعليك بكثرة ذكر الموت وما بعده، والتفكر في آيات الله ومعرفة نعمه والتنويع في العبادات والأذكار والترويح عن النفس في الحدود المشروعة.
واعلمي أن بر الأمّ من أعظم أسباب رضا الله وتوفيقه للعبد، فعليك بالحرص على مخاطبتها بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23،24}.
قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما. أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما.
قال عطاء: وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ. الجامع لأحكام القرآن.
واعلمي أن إساءة أمك إليك ـ لو أساءت ـ لا يبرر لك عقوقها، بل يجب عليك برها وحسن مصاحبتها على أي حال كانت هي معك.
وللفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19479، 70860، 121317 .
والله أعلم.