الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستمناء محرم وسبب لكثير من الأضرار، وقد سبق بيان بعضها بالفتوى رقم: 7170.
وأما ممارسة الجنس بين الزوجين عبر الإنترنت فلا يجوز، وخاصة إن صحبه استمناء أي من الزوجين كل بفعل نفسه، لأن هذه المعاشرة ينبغي أن تتم في سر وصيانة، وهذا ما لا يتوافر في هذه الممارسة خلال الإنترنت، حيث يمكن للآخرين استماعها وتسجيلها بل وتصويرها أيضاً إذا كانت تتم بالصورة، كما أن هذه الممارسة على هذا النحو تدخل في نطاق ممارسة العادة السرية وهذه محرمة. وكما ذكرت، فإن ما يفعله الزوجان عبر النت يمكن اطلاع الغير عليه، وفي ذلك من الخطر ما لا يخفى.
والذي ننصحك به هو أن تبحث في أمر استقدام أهلك للإقامة معك حيث تقيم أو أن ترجع للإقامة معهم فمصلحة حفظ الدين لا تعدلها مصلحة.
فإن لم تتمكن من أي من ذلك فعليك أن تتقي الله وتصبر، واسأل الله تعالى أن يصونك ويحفظك من فعل ما يسخطه وأكثر من هذا الدعاء النبوي: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
وعليك بالبعد عن مثيرات الشهوة كإطلاق النظر فيما يحرم النظر إليه، وأكثر من الصوم، فإن في الصوم كسرا لحدة الشهوة، ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
والله أعلم.