الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أذكار الصباح والمساء مقيدة بوقت معين، وهذا الوقت هو ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، وهذا على المختار من كلام أهل العلم، قال ابن القيم في ـ الوابل الصيب: الفصل الأول: في ذكر طرفي النهار، وهما ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، قال سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلاً.
والأصيل: قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب.
وقال تعالى: وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار.
فالإبكار: أول النهار.
والعشي: آخره.
وقال تعالى: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب.
وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي أن المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر. هـ بتصرف يسير.
وإذا أردت أن تأتي بأذكار الصباح أو المساء في وقتها وأنت عائد من المسجد بعد صلاة الصبح أو صلاة العصر فلا بأس، لأن ذكر الله تعالى أثناء السير في الطريق مشروع ولا مانع منه.
وقد قال تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ {آل عمران: 191}.
وقال أيضًا: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ {النساء: 103}.
ومثلُ القيام والقعود والاضطجاعِ المشيُ، ففي صحيح مسلم: عن أم المؤمنين عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِه.
أي في جميع الأوقات والأحوال إلا الحالات التي يمتنع فيها الذكر كقضاء الحاجة.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورًا.
والله أعلم.