الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلمة ـ آن ـ ليس فيها ما يحمل على التضايق ولا حرج في التسمية بها شرعاً، لأن الآني في اللغة معناه الوقور يقال: أنى الرجل يأنى فهو آن أي وقور.
كذا قال الأصبهاني في كتابه المفردات في غريب القرآن.
ومن هذا حديث مسلم: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة.
وأما الآني المذكور في قوله تعالى ـ حميم آن.
فله معنى آخر لا حرج فيه، فإن أصله من بلوغ الشيء كماله، يقال أنى الشيء يأنى أنيا فهو آن، إذا حان وأدرك.
ومنه قوله تعالى ـ ألم يأن.
يعني حان لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله.
ومنه في حديث الهجرة: هل أنى الرحيل؟.
بمعنى حان وقته.
ومنه: غير ناظرين إناه.
أي كمال نضجه.
والحميم الآني: هو الذي بلغ النهاية في شدة الحر. كذا في لسان العرب.
وقال صاحب القاموس: أنى الحميم انتهى حره فهو آن، وبلغ هذا أناه ويكسر غايته أو نضجه وإدراكه. انتهى.
وبناء عليه، فإن الاسم ليس فيه محظور شرعي، لأن كلمة آن ليس مما نهى عنه من الأسماء وليست خاصة بالحرارة، وأما ما ذكرت من الشبه ببعض أسماء عيسى عليه السلام، فإنه لا يضر، لأن التسمية بأسماء الأنبياء مشروعة وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ولده باسم إبراهيم وكان السلف من الصحابة والتابعين يسمون أبناءهم بأسماء الأنبياء.
والله أعلم.