الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعجل لك الشفاء التام.
وقد سبق أن بينا أعراض وعلامات المس والسحر والعين وكيفية العلاج منها بالرقية الشرعية والفرق بين الراقي الشرعي والمشعوذ في الفتاوى التالية أرقامها: 436400، 43100، 1210470، 679560، فنرجو أن تطلع عليها.
ومن أنفع ما يقي من المس ومن الشر كله: المحافظة على الصلوات مع الجماعة، وعلى أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة كل يوم، وعند دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
فمن دوام على هذه الأمور كانت له حرزا من الشيطان ومن كل شر ومكروه.
والذي تشعر به من الخوف، إنما هو من الشيطان ليصد العبد عن ذكر الله وعن الصلاة، قال تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {آل عمران:175}.
والصلاة هي سبب الأمن والطمأنينة وراحة البال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فلو أقبلت على صلاتك واشتغلت بها وأديتها على وجهها لحصلت لك بها قرة العين، ولزال عنك ما تجده من الخوف.
فإذا وجدت شيئا في صلاتك بعد ذلك فاستعذ بالله من الشيطان واتفل عن يسارك ثلاثا فسيذهب عنك ما تجد ـ إن شاء الله تعالى ـ ففي صحيح مسلم أن عثمان بن أبي العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
والذي ننصحك به ـ بعد تقوى الله تعالى ـ هو المحافظة على هذه التوجيهات وممارسة حياتك بصورة طبيعية وعدم الاستسلام للخوف.
ولا مانع من الاستعانة بمن يرقي الرقية الشرعية مع الحذر من المشعوذين.
والله أعلم.