الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز إجهاض الجنين ولو كان في مرحلة النطفة على الراجح من أقوال أهل العلم فضلاً عن أن يكون في مرحلة قريبة من التخلق، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 35536. وما ذكرت من كونك تريدين بذلك أن تحمية من ويلات المجيء للدنيا ليس مسوغاً لإقدامك على إجهاضه، وما يدريك أنه إذا جاء إلى الدنيا سيجدكما مطلقين أو أنه سيكون في ويلات، فكل هذا من وساوس الشيطان فعليك بالاستعاذة بالله منه والإعراض عن هذا التفكير، والله عز وجل سيتولى رعاية الأطفال ويسخر لهما من يرعاهما ولو فقدا أبويهما أصلاً.
وإن صح ما ذكرت من أن زوجك قد قام ببضع الممارسات السيئة مع بعض الفتيات من الزنا وغيره فإنه بذلك قد ارتكب كبائر الذنوب وصغائرها، ولكن إن كان قد تاب إلى الله تعالى وأناب فالحمد لله، ولا تتعبي نفسك بالتفكير فيما مضى فإن الشيطان يريد بذلك أن ينكد معيشتك ويفسد عليكما الحياة الزوجية، ومن أكثر ما يفرح الشيطان سعيه في إفساد العلاقة بين الأحبة والتفريق بين الزوجين، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول أنعم أنت. قال الأعمش أراه قال فيلتزمه.
ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق من زوجها لغير مسوغ شرعي كما هو مبين في الفتوى رقم: 1114، ولكن إن كرهت المقام مع زوجها وخشيت أن يؤدي بها ذلك إلى التفريط في حقه فيمكنها منه في مقابل عوض تدفعه إلهي، وانظري لذلك الفتوى رقم: 40094.
والله أعلم.