الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان القصد السؤال عما إذا كان الأفضل الذهاب إلى المسجد الحرام في السيارة للصلاة فيه أم المشي على الأقدام إلى أحد مساجد مكة؟ فالجواب أنه قد اختلف أهل العلم في مضاعفة ثواب الصلاة بمائة ألف هل هو خاص بالمسجد الحرام الذي فيه الكعبة أم يشمل ذلك جميع الحرم، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2537.
والذي يظهر أن الأفضل الحرص على أداء الصلاة في المسجد الحرام ولو بواسطة ركوب السيارة لحصول جميع الثواب اتفاقاً إضافة إلى صلاته مع جماعة أكثر، وهذا فيه مزيد فضل وثواب بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى. رواه أبو داود والنسائي وغيرهما وحسنه الشيخ الألباني.
ويزداد الثواب أكثر لدى الصلاة عند الكعبة.
ففي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: مضاعفة الصلاة عامة في جميع الحرم المكي، وفي جميع مساجد مكة، ولكن الصلاة عند الكعبة أفضل. انتهى.
وفي شرح زاد المستقنع للشيخ محمد المختار الشنقيطي: ولو كان الإنسان يرجح القول الذي يقول: إن كل مكة يعتبر من المسجد الحرام فلا ينبغي له أن يذهب الفضل بعدم شهود الصلاة في المسجد الحرام، فإن دخوله وشهوده وتكثير سواد المسلمين فيه من الخير بمكان، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن صلاة الرجل مع الرجل أفضل وأزكى من صلاته وحده، وأنها مع الثلاثة أزكى من الاثنين، وما كان أكثر كان أفضل، كما في حديث أحمد، فصلاة الجماعة في المسجد الحرام فيها فضيلة المكان، وفضيلة العدد- الكثرة- وفضيلة القدم، لأن الله يقول: لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ. فقدم هذا المسجد، وشهود الله عز وجل بقدمه يدل على فضله وبركة الصلاة فيه، لأن كل شيء شهد الشرع بفضله فهو مبارك. انتهى.
والله أعلم.