الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من كونك كلما تخلصت من الوسوسة في أمر أتتك على شكل آخر هو شأن الوسوسة وطبيعتها، ومن ثم فقد كثر تحذيرنا منها لما تجلبه على الموسوس من الشر والعناء، وعلاج الوسوسة يكون بقطع دابرها وترك الاسترسال معها على أي وجه كانت وبأي صورة أتت، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وبخصوص موضوع سؤالك فالذي ننصحك به هو فعل ما ينبغي للمسلم إذا أقبل على الصلاة من إحضار القلب فيها والخشوع ما أمكنه، واستحضار عظمة ربه تعالى والتفكر فيما يتلوه من الآيات ويقرؤه من الأذكار. وقراءتك وإن كانت بطيئة فإن ذلك لا يضرك ما دام هذا هو الأخشع لك والأعون لك على التدبر ما لم يصل بطء قراءتك إلى حد الوسوسة بتكرار الآيات لغير موجب أو التأخر عن الإمام. ولذا فالذي ننصحك به هو أن تصلي بصورة طبيعية، وأن تقرأي بطريقة عادية دون هذا التشنج وذلك التحفز الذي يذهب بالخشوع، ثم إن السرعة في القراءة وأداء الصلاة ليست أمراً محموداً ولا مرغوباً فيه، وكذلك البطء الناشئ عن الوسوسة وتكرار الحروف والآيات أمر مذموم، والذي ينبغي هو الاعتدال والتوسط. فإن كلا طرفي قصد الأمور ذميم.
وأما ما ذكرته من شعورك بعدم الاتزان فإنه ليس مبطلاً للصلاة ما دمت قد أتيت بأركانها وواجباتها على وجهها، وإعادتك الصلاة استرسال منك مع الوساوس فعليك أن تجتهدي في نبذها وإهمالها والإعراض عنها.
والله أعلم.