الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الوساوس ونحوها لا تؤثر على إيمانك طالما لم تعمل أو تتحدث بمقتضاها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.
فلا تلفت إلى الشيطان الرجيم الذي ربما قد يوسوس لك بأنك فارقت دينك ليفرق بينك وبين زوجتك.
وإن من أعظم الوسائل التي تعينك على التخلص من تلك الوساوس هي التوكل على الله عز وجل. قال سبحانه عن الشيطان الرجيم: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ. {النحل: 99 ، 100}.
وقد سبق بيان وسائل التخلص من الوساوس في الفتوى رقم: 51601.
وعلى العبد أن يتوكل على الله جل وعلا في جميع أموره؛ فإن العبد لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإن منزلة التوكل من الإيمان بالله وتوحيده بمكان. قال تعالى: وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.{إبراهيم:11}. فيعتمدون عليه في جلب مصالحهم ودفع مضارهم لعلمهم بتمام كفايته وكمال قدرته وعميم إحسانه، ويثقون به في تيسير ذلك وبحسب ما معهم من الإيمان يكون توكلهم. فعلم بهذا وجوب التوكل، وأنه من لوازم الإيمان، ومن العبادات الكبار التي يحبها الله ويرضاها، لتوقف سائر العبادات عليه. تفسير السعدي.
ولكن اعلم أن التوكل على الله ما هو إلا اعتماد القلب عليه والعلم بكفايته سبحانه لعباده، مع التسليم والرضا والثقة بالله، والطمأنينة إليه سبحانه، وتعلق القلب به في كل حال، والبراءة من الحول والقوة إلا به.
أما ما وصفته في سؤالك فإنما هو من وساوس الشيطان ليبغض إليك التوكل على الله وسائر العبادات، فلا سبيل للعلاج مما أنت فيه إلا بالانصراف عن هذه الوساوس والإعراض عنها كليا. ويمكنك أن تراسل قسم الاستشارات النفسية من موقعنا وستجد عندهم إن شاء الله تعالى ما يعينك على ما أنت فيه.
والله أعلم.