الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء ننبهك على أن ما حدث لك من أزمة في علاقتك بزوجتك إنما هو بسبب إفشاء السر وإذاعة الكلام، ولو أنكم التزمتم حفظ أسراركم خصوصا هذه الأسرار الخاصة بالفراش لما كان ما كان ولظل الأمر بينك وبين زوجتك وما وجدت زوجتك حرجا من ترقب الناس لما سيحصل بينكما، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان .صححه الألباني.
ولكن كل هذا لا يبرر ما حدث من زوجتك، فما دامت الأمور كما تذكر ولا يوجد عجز عندك فلا يجوز لها أن تطلب الطلاق لأن طلب الطلاق بلا حاجة ملجئة محرم لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
قال المباركفوري : قوله: "من غير بأس" أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة. انتهى.
فلو أصرت زوجتك على الطلاق حينئذ فلك أن تطلقها وهو الأفضل, ولك أن تعضلها وتمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك بمال أو تتنازل عن حقوقها عندك, كما بيناه في الفتوى رقم: 76251.
فإن طلقتها فحينئذ وجب عليك أن توفيها حقها كاملا من مقدم الصداق ومؤخره على حسب ما اتفقتم عليه.
والله أعلم.