الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء ننبهك على أنه لا يجوز لك التجسس على أبيك ـ سواء بمطالعة خصوصياته دون علمه أو بدس البرامج التي تحتفظ بالرسائل والمحادثات لتطالعها فيما بعد ـ لأن هذا كله من التجسس, والتجسس حرام، لقوله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}.
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه البخاري ومسلم: ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا.
وعن أبي برزة الأسلمي ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن صحيح.
وعن معاوية ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم.
رواه أبو داود، وصححه الألباني.
ولكن ما دمت قد علمت هذا من حال أبيك، فالواجب عليك أن تنصح له وأن تعلمه أن هذا الذي يفعله من المحرمات, وأن تذكره بلقاء ربه ووقوفه بين يديه, وبذا تكون قد أديت ما عليك تجاهه، والواجب عليك بعد ذلك أن تستر عليه ولا تفضحه ـ لا عند أمك ولا غيرها ـ فإن ظهر لك فيما بعد ـ دون تجسس ولا تحسس ـ أنه مقيم على هذه المنكرات فعاود تذكيره ونصحه، فإن لم يستجب فيمكنك أن تخبر بذلك من يملك التأثير عليه كبعض إخوته أو أصدقائه ونحوهم من أهل العقل والحكمة والدين, فإن كانت أمك تقدر على منعه فلا حرج عليك من إعلامها ـ إذا أمنت حصول مفسدة كبيرة ـ وراجع الفتوى رقم: 119733.
وفي النهاية ننصحك بالاستعانة بالله سبحانه وكثرة الدعاء لأبيك بصلاح الحال والبال، واحذر أن يستدرجك الشيطان لليأس أو ترك ما أنت عليه من الطاعة والعبادة فهذا من كيد الشيطان ووساوسه.
والله أعلم.