الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على جهودك في الدعوة إلى الله سبحانه وتعريف الناس بالدين الحق دين الإسلام، ونسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك لكنا ننبهك على أمر هام وهو أن قيام الرجال بدعوة النساء باب خطير على دين المرء وخلقه، ولذا فإن الأولى أن يقوم على دعوة النساء نساء مثلهن ويتفرغ الرجال لدعوة الرجال خصوصا في مثل هذه الأحوال التي تكون الدعوة فيها فردية غير عامة فإن كيد الشيطان حينئذ أقوى وأكثر أثرا وراجع الفتاوى التالية: 5271 , 30695 ,99911.
وأما عن هذه الفتاة فيجوز لك الزواج منها ما دامت مستقيمة، ولكنا ننصحك أولا بالاستفسار عن أحوالها من أقاربها وجيرانها ومن له علم بأمرها ؛ لتنظر هل هي من صواحب الدين والخلق أم أن في دينها رقّة فإن تبين لك أنها من ذوات الدين والخلق فبادر إلى الزواج منها. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك. رواه أحمد بإسناد صحيح والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وحسنه الألباني .
أما إن تبين لك أن في دينها ضعفا فإنا نوصيك بالانصراف عنها والبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق , إلا إذا غلب على ظنك أنك ستؤثر عليها بعد الزواج وتهديها إلى سبيل الخير وغلب على ظنك استجابتها لك فعندئذ لا حرج عليك في الزواج منها.
وفي النهاية ننبهك إلى أن العلاقة بين الرجال والنساء الأجنبيات سواء على النت أو غيره علاقة محرمة ويجب الإقلاع عنها فورا والتوبة إلى الله منها لأنها باب عظيم من أبواب الفتنة والانحراف, ولا يسوغها ما يزعمه بعض الناس من أنها بقصد الزواج والارتباط فهذا كله محظور فواجب عليك الإقلاع عن محادثة هذه الفتاة, ثم إن كنت جادا في الزواج منها فتقدم لخطبتها من أهلها, وراجع الفتويين التاليتين: 121866, 30548 .
والله أعلم.