الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الكلام لا يعد قذفا لأن القذف هو الاتهام بفعل الفاحشة تصريحا أو تعريضا أو كناية على ما بيناه في الفتوى رقم: 126407.
وهذا الكلام ليس فيه اتهام بفعل الفاحشة لا صراحة ولا ضمنا, ولكن مع كونه ليس بقذف فإنه محرم سواء كانت هذه الفتاة صادقة في كلامها أو كاذبة؛ لأنها إن كانت كاذبة فإنها تكون قد بهتت أباها واتهمته بما لم يفعل وهذا حرام بل هو من كبائر الذنوب قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا. {الأحزاب : 58}.
قال ابن كثير: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، { فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }. انتهى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني . وردغة الخبال هي عصارة أهل النار, ولا شك أن الإثم يعظم ويزداد إذا كانت الإساءة لأحد الوالدين.
أما إن كانت صادقة فواجب عليها أن تستر أباها لا أن تفضحه وتشهر به, مع ما يتضمنه هذا الفعل من غيبة الأب، والغيبة من كبائر الذنوب كما هو معلوم, وعليها حينئذ أن تنصح لأبيها بأسلوب طيب رفيق وأن تعلمه بأن هذا لا يجوز فإن استدام على هذا فلتتجنب الظهور أمامه في هذه الزينة التي تلفت انتباهه.
والله أعلم.