الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن الغيبة من الذنوب القبيحة التي حذر منها الشرع ونعتها بأبشع الأوصاف، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}. والغيبة: كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته.
رواه أصحاب السنن.
ولم يبح الشرع منها إلا ما دعت إليه الضرورة لرفع الظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والتحذير من الشر والفساد وما أشبه ذلك، وقد سبق بيان الأسباب المبيحة للغيبة في الفتوى رقم: 69416.
وإذا كان حال هذا المدير كما وصفت في الأبيات، فالواجب تقديم النصح له قبل اغتيابه عند صاحب الشركة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة.
رواه مسلم.
فإذا لم تجد معه النصيحة، فعندئذ ترفع أمره إلى صاحب الشركة ولا حرج عندئذ بذكر ما يحتاج إلى ذكره ولو كان غيبة إذا كان ذلك مجدياً ورجي من ورائه حصول المصلحة وأمنت المفسدة، ولا يكون ذلك غيبته محرمة لكن لا يجوز أن يذكر بما لا تدعو الحاجة إليه بما يعد غيبة، ونرى عدم الحاجة إلى ما ذهبت إليه فقد كان يمكنك إيصال الأمر إلى صاحب الشركة دون هذا التكلف، وانظر للمزيد من الفائدة الفتويين رقم: 28503، ورقم: 116485.
والله أعلم.