الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجوز مثل هذا القول إذا كان القائل يعتقد أن الأكل والدواء سبب لحصول ما يراد بهما وأن التأثير وإنجاح السبب من الله، ويدل لجواز إضافة الشيء إلى سببه ما ثبت عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
رواه البخاري ومسلم.
ويدل لتحريم إسناد التأثير لغير الله تعالى ما ثبت عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في تفسر قوله تعالى: فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.
قال: هو الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً، هذا كله به شرك.
رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن، كما قال الشيخ ابن باز والدكتور حكمت بشير في كتابه: الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقماً.
رواه البخاري.
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعاً وحساً، ففي صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عمه أبي طالب: لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
وكان أبو طالب يعذب في نار جهنم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذاباً ـ والعياذ بالله ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.
أما إذا أضاف الشيء إلى سبب وليس بصحيح، فإن هذا لا يجوز وقد يكون شركاً، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئاً إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له، فإن هذا من الشرك في الربوبية.
انتهى.
والله أعلم.