الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغربة والسفر من أجل العمل وطلب العلم وغير ذلك، هي من الأمور المباحة ما لم يترتب عليه ضرر أو محظور شرعي، فقد أرشدنا الله عز وجل إلى السير في الأرض لطلب الرزق، فقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ {الملك:15}. وقال تعالى: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ {المزمل:20}.
وكان الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا هذا يسافرون للتكسب، ولذلك فإنه لا إثم على من تغرب للعمل المباح ولو كان يجد عملاً يساويه أو دونه، ولا إثم عليه كذلك في تركه والاشتغال بما دونه فالأمر واسع ـ إن شاء الله تعالى ـ وننصح السائل الكريم بتقوى الله تعالى والزواج بذات الدين، فلعل هذا ما ينقصه، فقد رغب الإسلام في الزواج وحث عليه وهو من سنن الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً {الرعد:38}.
وهو سكن وطمأنينة وعبادة يستكمل بها المسلم نصف دينه ويحصن به جوارحه عن الحرام، أخرج الطبراني والحاكم وصححه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب خاصة على الزواج، لأنهم أقوى من غيرهم شهوة، حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. متفق عليه.
والله أعلم.