الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مرديه والسيوطي في أسباب النزول وغيرهم بألفاظ متقاربة ونقله عنهم القرطبي وابن كثير وغيرهما، وفيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن. فأنزل الله: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فهدر دم ذلك الرجل وبرىء عمر من قتله، فكره الله أن يسن ذلك بعد، فأنزل: ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم... الآية.
وفي رواية: فقال جبريل عليه السلام: إن عمر فرق بين الحق والباطل.
والحديث قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول: وقد رويت هذه القصة من غير هذين الوجهين قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ما أكتب حديث ابن لهيعة إلا للاعتبار والاستدلال، وقد أكتب حديث هذا الرجل على هذا المعنى كأني استدل به مع غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد.
كما عقب عليه ابن كثير في تفسيره فقال: وهو أثر غريب مرسل، وابن لهيعة ضعيف.
وقال عنه الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري: وهو مرسل، وابن لهيعة ضعيف.
والحاصل أنه ضعيف لا يصلح للاحتجاج.
والله أعلم.