الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الفيروز أبادي في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز مبينا سر التقديم والتأخير: قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ {البقرة: 62} وقال في الحج: وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى {الحج: 17} وقال في المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى {المائدة: 69}. لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل الكتب، فقدمهم في البقرة، والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان، لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج، وراعى في المائدة المعنيين فقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير: لأن تقديره والصابئون كذلك. اهـ.
وفي كتاب أسرار التكرار في القرآن للكرماني: قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ {البقرة: 62} وقال في الحج: وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى {الحج: 17} وقال في المائدة: وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى {المائدة: 69} لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة، والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج، وراعى في المائدة بين المعنيين وقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير لأن تقديره: والصابئون كذلك. اهـ.
وأما التفصيل بذكر اليهود والنصارى وذكر المجوس في آية الحج فهو أسلوب قرآني حيث يجمل أحيانا كقوله في البينة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ. ويفصل أحيانا ويزيد فرقة ضالة كما حصل هنا وفي الحج.
والله أعلم.