الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاللقاحات ضد الأمراض أو ما يعرف بالتطعيمات مما لا بأس بتعاطيه، لأن ذلك من الأسباب التي شرع الله لعباده الأخذ بها، ولا ينافي ذلك العقيدة ولا يقدح فيها إذا كان متعاطي اللقاح لا يعتقد فيه النفع والضر بالذات وإنما يتعاطاه لكونه سبباً لمنع حصول المرض، والنافع الضار في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، وأما إذا اعتقد أن اللقاح ينفع ويضر بذاته فهذا قدح في العقيدة وخدش للتوحيد بلا ريب، وقد سئُل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله: ما هو الحكم في التداوي قبل وقوع الداء: كالتطعيم؟.
فأجاب: لا بأس بالتداوي إذا خشي وقوع الداء لوجود وباء أو أسباب أخرى يخشى من وقوع الداء بسببها: فلا بأس بتعاطي الدواء لدفع البلاء الذي يخشى منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من تصبح بسبع تمرات من تمر المدينة لم يضره سحر ولا سم.
وهذا من باب دفع البلاء قبل وقوعه فهكذا إذاً خشي من مرض وطُعم ضد الوباء الواقع في البلد أو في أي مكان، لا بأس بذلك من باب الدفاع، كما يعالج المرض النازل بالدواء.
انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 32594.
والله أعلم.