الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على برّ أمّك فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، لكن الواجب أن تجمع بين برّ أمّك وعشرة زوجتك بالمعروف وتعطي كل ذي حق حقّه، ومن حقّ زوجتك عليك أن توفرّ لها مسكناً مستقلاً يحفظ لها خصوصيتها ولا تتعرض فيه لضرر, كما بيناه في الفتوى رقم: 28860.
فإن أمكنك شراء منزل وإقناع أمّك بالانتقال إليه معكم فإنّك بذلك تجمع بين برّ أمّك وحقّ زوجتك ويمكنك أن تختار منزلا قريباً من إخوتك حتى يسهل عليهم زيارة أمّهم، وإن رفضت أمّك الانتقال معك أو كان ذلك يشق عليها، فالأولى أن تقنع زوجتك بالصبر على البقاء مع الوالدة لما في ذلك من تمام البرّ بها، فإن رفضت الزوجة فيمكنك شراء منزل خاص للزوجة والأولاد مع مداومتك على رعاية أمّك ولا إثم عليك في ذلك إن شاء الله ما دمت لن تقصّر في برّها وطاعتها في المعروف.
والله أعلم.