الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أن تبذلي جهدك في سبيل إصلاح زوجك وتبيني له خطر تركه للصلاة فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، وتركها جحوداًً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً عدّه بعض العلماء كفراً مخرجا من الملة أيضا، ولمعرفة ما يعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830، كما أنّ لعب القمار من المحرّمات التي نهى الله عنها وراجعي في كيفية التوبة منه الفتوى رقم: 171777، ويمكنك أن تستعيني على ذلك ببعض الصالحين من معارفه أو غيرهم وإهدائه الكتب النافعة المترجمة بلغته، مع الرفق به وإحسان عشرته والإلحاح في الدعاء له مع عدمّ تعجّل النتيجة، فإن استجاب زوجك وحافظ على الصلاة واستقام فلا وجه حينئذ لطلب الطلاق.
وأما إذا أصرَّ على ترك الصلاة ولعب القمار، فلا نرى لك البقاء معه وراجعي في حكم بقاء الزوجة مع زوجها التارك للصلاة، الفتوى رقم: 5629.
واعلمي أنّ وجود الحمل ليس مانعاً لك من طلب الطلاق، فإنّ الطلاق وإن كان في الأصل مبغوضاً ولاسيما مع وجود أولاد، إلّا أنّه ليس بالضرورة أن يكون شرّاً في كلّ الأحوال، بل قد يكون خيراً، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ {النساء:130}، قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. الجامع لأحكام القرآن. (5/408).
ونوصيك بكثرة الدعاء مع التوكّل على الله، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبداً، وأبشري بكلّ خير، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.