الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكفار يدخلون في عموم المغضوب عليهم والضالين لنص عدة آيات من القرآن على غضب الله عليهم وضلالهم مثل قوله تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ {الفتح: 6}.
وقوله تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106} وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا {النساء: 167}.
وإذا كان الشارع قد شدد في البعد عن اتباع سنن اليهود والنصارى فقد شدد كذلك في عدم اتباع سنن ومختلقات المشركين العرب، ويتجلى ذلك في مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحج فقد نهى أن يطوف بالبيت عريان وخالف قريشا في الذهاب لعرفة وانطلق من مزدلفة قبل طلوع الشمس، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا، قال: أوف بنذرك. رواه أبو داود وصححه الألباني
وقد ألف أبو المعالي الألوسي كتابا في هذا سماه مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية.
والله أعلم.