الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الموضوع إنما يحتاج إليه الباحث المتخصص في علوم التفسير وقد كتبت فيه بعض الرسائل العلمية ولا تكفي فيه فتوى يراد لها الاختصار وخلاصة ما سنورده أن شيخ الإسلام رحمه كان منهجه أن يفسر القران بالقران وبالأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين، وكان معجبا بتفسير الطبري وينتقد بعض المفسرين في إيرادهم الإسرائيليات والموضوعات والمباحث الكلامية كتفسير الزمخشري والثعالبي ويذم من خالف تفسير الصحب والتابعين ويصمه بالابتداع ، وللشيخ رحمه الله رسالة في أصول التفسير وهي مطبوعة عنوانها مقدمة في أصول التفسير وقد تكلم في هذه الرسالة على أنواع التفسير بالرواية والدراية وعن أهمية تفسير الصحابة والتابعين وختم بالكلام عن خطر التفسير بالرأي وتكلم عن خلاف السلف في التفسير وذكر أن أغلبه ليس فيه تضاد وانتقد فيه خرافات التفسير التي تذكر عن بعض الفرق الضالة ، وكان مع علمه الواسع بالعربية وعلوم الآلة والآثار يكثر المطالعة في التفسير ويكثر الدعاء أن يعطيه الله الفهم والعلم ويذكر عنه أنه كان يقول كنت أطالع في تفسير الآية نحو مائة تفسير ثم أقول يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني ، وكان إذا درس التفسير أفاض في الحديث عن الموضوع وتوسع فيه فقد ذكر الذهبي عنه أنه درس سورة نوح في سنة .
وراجع الرسالة المذكورة ففيها كثير من الفوائد المهمة وقد بسط فيها الشيخ ما أجملناه ومنهج ابن القيم لا يخرج عن منهج الشيخ في الغالب.
والله أعلم.