الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المستغرب أن تسعى الأم لشقاء ولدها فإنّها أشفق الناس عليه وأحرصهم على راحته وسعادته، لكن قد يحدث أن تبالغ الأمّ في التدخل في شئون ولدها وزوجته وقد تشعر بشيء من الغيرة من اهتمام ولدها بزوجته مما قد يعود بالأثر السيء على علاقته بزوجته، وينبغي للولد حينئذ أن يتعامل مع أمّه وزوجته بالحكمة ويجمع بين برّ أمّه وحسن عشرة زوجته.
ولو فرض أنّ من الأمهات من تسعى للتفريق بين ابنها وزوجته فهي بلا شك ترتكب معصية كبيرة، قال ابن تيمية: فَسَعْيُ الرَّجُلِ فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا مِنْ الذُّنُوبِ الشَّدِيدَةِ وَهُوَ مِنْ فِعْلِ السَّحَرَةِ وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ فِعْلِ الشَّيَاطِينِ مجموع الفتاوى
لكن رغم ذلك لا يسقط حقها على ولدها في البرّ فإنّ حقها على ولدها عظيم مهما كان حالها، وبرّها من أعظم أسباب رضا الله كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر، وراجع الفتوى رقم: 102524.
والله أعلم.