الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالبكاء إن كان من خشية الله سبحانه وتعالى فهو محمود ومطلوب، وقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن العين الباكية من خشية الله لا تمسها النار، فقال: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" رواه الترمذي وحسنه، ورواه الحاكم وغيره.
كما أخبرنا عن السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة، وذكر منهم:"ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" رواه البخاري ومسلم.
وإذا كان الأمر كذلك، فنقول للسائلة الكريمة: البكاء خوفاً من الله وخوفاً من عقابه، ورغبة في جنته، لا يدل على قلة الإيمان، بل إنه دليل على زيادته وقوته، وقد كان البكاء على هذا النحو دأب النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام والصالحين على مر العصور…
وما يقال عن البكاء يقال عن الرجفة والإحساس بالقرب من الله في الصلوات يومياً، فنرجو أن يكون كل ذلك باعثاً لك على الأعمال الصالحة، وتجنب الكبائر وموبقات الذنوب، هذا إذا كان لكل من البكاء والرجفة أثر واضح على حياتك وبعدك من الذنوب وشعورك بمراقبة الله، وإن لم يكن لهما أثر واضح فراجعي نفسك وإيمانك، نسأل الله لك التوفيق.
والله أعلم.