الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفطرة تأتي في مواضع بمعنى مختلف عن الغريزة، وتأتي بمثل معنى الغريزة في مواضع أخرى.
وتأتي الغريزة في مواضع على أنها جزء من الفطرة.
ومن المعاني لكلمة الفطرة والتي تختلف فيها عن معنى الغريزة:
ومن كلام العلماء في معنى الفطرة والغريزة: قال الفيروزآبادي: كلّ مولود يولدَ على الفِطْرة.
أَى على الجبلَّة القابلة لدين الحقِّ. هـ.
وقال المناوي: الفطرة: الجبلة المتهيئة لقبول الدين.
كذا عبر ابن الكمال.
وقال الراغب: هي ما ركب الله في الإنسان من قوته على معرفة الإيمان.
وقال الشريف: الخلقة التي جبل عليها الإنسان. هـ.
وقال أبو البقاء: الفطرة: هي الصفة التي يتصف بها كل موجود في أول زمان خلقته.
وقال ـ أيضا: الغريزة: هي ملكة تصدر عنها صفات ذاتية ويقرب منها الخلق، إلا أن للاعتياد مدخلا في الخلق دونها.
وهذا يوافق ما ذكر في الموسوعة العربية العالمية حيث قالوا: الغريزة: سلوك موروث أكثر من كونه مكتسبًا يمكن أن نصف الشخص الذي يميل إلى القتال دومًا بأنه ذو غريزة عدوانية، ولكن هذا الشخص لم يُولد ومعه رغبة القتال، ولو أتيحت له بيئة منزلية أو مدرسية مختلفة لما تطوّرت عنده تلك الخاصية.
ويطلق العلماء مصطلحي غريزة وسلوك غريزي: على النشاط الذي لا ينطوي على خبرة أو تعلم، ولكي تكون الخاصية السلوكية غريزية حقًا، فإنها ينبغي أن تكون نمطية عند معظم أفراد نوع حيواني، من الجنسين أو أحدهما.
وفي معجم لغة الفقهاء: الغريزة: بفتح الغين والزاي، جمعها غرائز، الدافع للانسان إلى عمل من غير فكر وهي جزء من الفطرة. هـ.
وقد أفرد ابن سيده في الملخص كتابا بعنوان: الغرائز: وقال فيه: إنه لَكَرِيم الغَرِيزة.
صاحب العين: هي الطَّبِيعة من خَيْر أو شَرٍّ.
وفي لسان العرب: والغَرِيزَةُ: الطبيعةُ، والقريحةُ، والسَّجِيَّة: من خير أَو شر.
وقال اللحياني: هي الأَصل والطبيعة. هـ.
وقد وردت كلمة الفطرة في الكتاب والسنة بالمعاني التي سبق ذكرها كلها، ولمعرفة هذه الآيات والأحاديث ومن فسرها من العلماء يرجى الاطلاع على رسالة ماجستير بعنوان: فقه خصال الفطرة لعبد الغفور جوهلي، ولا نعلم موضعا في القرآن أو السنة ذكرت فيه كلمة غريزة إلا في بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة.
والله أعلم .