الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على صبرك على أمك وحرصك على برها والإحسان إليها ونسأل الله سبحانه أن يجعل هذا في ميزان حسناتك , ونذكرك بأن هذه التصرفات إن دلت على شيء فإنما تدل على حب أمك لك وتعلقها بك وهذا من فضل الله عليك فعليك أن تقدر هذا لها.
ولكن لا شك أن بعض هذه التصرفات قد يلحق بك الحرج والضرر فيمكنك أن تعلمها -بأسلوب لين رفيق - بما تتضرر منه كأن تذكرها بضيق وقتك نظرا لظروف الدراسة والعمل وأن فتحها للتلفاز قد يشغلك عن مذاكرتك ويشوش فكرك وخاطرك , وهي ستقدر ذلك إن شاء الله وستنتهي عما يؤذيك.
وأما ما تجده في صدرك من ضيق وحرج جراء هذه التصرفات فهذا لا حرج عليك فيه إن شاء الله , ما دام الأمر في نطاق الخواطر والهواجس القلبية ولم يتعد ذلك إلى إيذاء لها بالقول أو الفعل ولو كان يسيرا , ذلك لأن الله سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها كما جاء في الحديث الصحيح:" إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به" متفق عليه.
بل قد يكون هذا الذي تجده من ضيق في صدرك سببا في الأجر والثواب إن أنت جاهدت نفسك في دفعه وكظمت غيظك تجاه تصرفاتها وراجع الفتويين رقم: 69066 , ورقم: 73860.
والله أعلم.