الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نذر ترك المعصية اختلف فيه أهل العلم فذهب بعضهم إلى أنه لا ينعقد لأن ترك المعصية واجب بالشرع أصلا ونذره تحصيل حاصل، وذهب بعضهم إلى أنه ينعقد وأن على من خالف نذره في ذلك كفارة ككفارة اليمين، وهذا القول أحوط، ولذلك فإن الواجب عليك الآن هو التوبة والندم والاستغفار من المعصية والإقلاع عنها واجتناب جميع المعاصي، وإخراج الكفارة لمخالفة النذر. وانظر الفتوى: 23969 للمزيد من الفائدة.
وإذا عدت إلى المعصية مرة أخرى بعد الكفارة فيجب عليك التوبة ولا تصح إلا بشروطها وهي الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إليها فيما بقي من العمر، وسبق بيان شروط التوبة في الفتوى: 42083 ، وعليك مع التوبة كفارة يمين على ما سبق بيانه.
وأما ما شككت فيه من النذر.. فإنه لا اعتبار له -وخاصة من الموسوس- لأنه لم ينعقد، ولأن الأصل براءة الذمة فلا تشغل إلا بمحقق -كما قال العلماء- وسبق ذلك بتفصيل أكثر في الفتويين: 47771، 113956. وما أحيل عليه فيهما.
والذي ننصح به السائل هو تقوى الله تعالى وترك الوسوسة بالإعراض عن ما يجول في خاطره من الأفكار والأوهام. وقطع الاهتمام بما لم يقع، والبعد عن المعاصي وما يسببها.
وللمزيد من الفائدة وما يعين على التخلص من الوسواس انظر الفتوى: 72150.
والله أعلم.