الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فقد أحسنت في تركك لذلك العمل المحرم، لما يشتمل عليه من رشى للأطباء وظلم للمرضى فهو تعاون على الإثم وسعي فيه، حيث إن إحالة المريض دون حاجته إلى ذلك يعتبر ظلماً وغشاً، وأخذ عمولة عليه تعتبر رشوة وكذلك زيادة السعر على المريض، لكونه ملزماً بإجراء التحليل لدى تلك الجهة دون غيرها بلا حاجة أو مصلحة للمريض في ذلك، وإنما لغرض أن يأخذ الطبيب عمولة على ذلك فهو محرم، فابحث عن غيره من الأعمال المباحة وسييسر الله لك ذلك، فقد وعد من اتقاه بتيسير أمره وتفريج كربه، فقال: وَمَن يتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وإذا كان يشترط عليك في عملك الجديد نفس الأمر الذي بينا حرمته، فلا يجوز لك قبول العمل بمثل هذه الشروط، واسع في البحث عن عمل لا إثم فيه واصبر، فإن عاقبة الصبر الفرج.
والله أعلم.