الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعمل في التوسط بين البائع والمشتري وهو ما يعرف في الفقه بالسمسرة عمل جائز بضوابطه الشرعية من معلومية الأجرة، وإباحة المتوسط عنه وغير ذلك من الضوابط.
وأما قيام شركتكم بتخليص ومتابعة القروض الربوية في البنوك فإنه عمل محرم، فلا يجوز للمسلم أن يعين على الربا أو يسعى فيه لقول الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ. {المائدة:2}. وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال: هم سواء. رواه مسلم.
قال النووي: في الحديث دليل على منع الإعانة على الباطل بوجه من الوجوه.
وبناء عليه، فيجوز لك العمل في السمسرة فقط من أعمال شركتك، أما متابعة إنهاء معاملات البنك الربوي فلا يجوز، وكذا معاملات شركات الإجارة المنتهية بالتمليك إذا كانت عقودها من العقود المحرمة.
ولمعرفة حكم السمسرة وضوابط البيع بالتقسيط وحكم الإيجار المنتهي بالتمليك انظر الفتاوى رقم: 40139، 12927، 6374، 40368.
والله أعلم.