الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت أمّ زوجك تعتدي عليك بسبّك وشتمك وتسخر منك وتفسد بينك وبين زوجك، فهي ظالمة بلا شكّ ومرتكبة لأمور محرمة من قبائح الأخلاق ومساوئ الطباع.
وإذا كانت هكذا فدعاؤك عليها جائز بقدر مظلمتك دون تعد، لكن الأفضل هو العفو والصفح فذلك أنفع في الآخرة، وأحب إلى الله من القصاص.
كما أنّ ما تجدينه من كراهية لها بسبب أفعالها لا حرج عليك فيه، لكن احذري من التمادي مع مشاعر الكراهية فإن ذلك يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
واعلمي أنّ ابتلاءك بهذا الأمر ليس دليلاً على غضب الله، فإنّ الله تعالى يبتلي عباده بالخير والشر، وقد يكون البلاء دليلاً على محبة الله للعبد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
لكن ينبغي لك تجديد التوبة واجتناب المعاصي فإنّ المعاصي سبب لنزول البلاء، فقد قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة.
وقال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
وأمّا عن الدعاء الذي يكون سبباً في التخلص من شرها، فمنه ما روي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ. رواه أبو داود. وانظري الفتوى رقم: 127268، والدعاء عموماً ينفع بإذن الله.
والله أعلم.