الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صح ما ذكرت من أن أباك قد تحرش بك فلا شك أن هذه مصيبة عظيمة، فإن من أعظم الظلم ظلم ذوي القربى، واعتداء من يرجى أن يكون حاميا للحمى وقد أحسن من قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
وانظري الفتوى رقم: 2376. ونوصيك بالصبر والاجتهاد في محاولة نسيان ما حدث لئلا يكون تذكره معيقا لك عن تحصيل ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
وهنالك عدة أمور يمكن أن تنسيك ما حدث ومن ذلك أن تشغلي نفسك بذكر الله وخاصة عند ورود هذه الخواطر وأن تعملي على شغل نفسك بالطاعات وعمل الصالحات ومصاحبة أهل الخير، ويمكنك أيضا أن تسلي نفسك بأن هذا أمر قدره الله تعالى ومضى وانتهى.
وإذا كان الأمر على ما ذكرت من أنك ترتابين من نظراته وبعض كلامه فعليك معاملته معاملة الأجنبي فلا تمكنيه من الخلوة بك ونحو ذلك، ومن باب أولى أن لا تكوني معه وحدك أو أن تقيمي معه.
وننبهك إلى وجوب بره والإحسان إليه مع الاحتراز منه عند الريبة كما تقدم، فإن الوالد إذا أساء فلا يسوغ ذلك الإساءة إليه كما بينا بالفتوى رقم: 115880.
وإذا كان أبوك محتاجا إلى الرعاية فلا تجب عليك وحدك وإنما هي واجبة على جميع أولاده.
ثم إنه إذا تعارض حق الأم مع حق الأب كان حق الأم مقدما كما هو مبين بالفتوى رقم: 27653. والذي يظهر أنك لم يكن منك تقصير تجاه والدك.
والله أعلم.