الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما حصل من ذلك الأب هو وصية منه لابنه، والوصية عقد غير لازم، فله الرجوع عنها قبل موته وعليه، فإذا طالب الوالد ولده بهذا المال لزمه أن يعيده إليه إلا أن يبرئه منه أو من بعضه وتطيب نفسه له بشيء من ذلك، قال ابن عاصم المالكي في التحفة: وللذي أوصى ارتجاع ما يرى.
ويلزمك أنت أن تردي إليه ما أرسل إليك ولا يجوز لك الكذب عليه وخداعه، لأن المال ليس لك ولا له، وإنما هو لأبيه، وتصرفكما فيه قبل موته تصرف باطل.
لكن ينبغي للابن أن يتلطف معه ويبين له أنه تصرف في المال ظنا منه أنه آل إليه كي يسامحه فيه ولا يكلفه برده وإلا لزم رده إليه كاملا غير منقوص.
وينصح الابن بالحرص على أبيه كي يسلم، لعل الله يجعله سببا في إنقاذه من النار، فذلك من أعظم البر فليعرض عليه الإسلام ويناصحه بالتي هي أحسن، ويمكنه تسليط بعض الدعاة وأولي العلم عليه عسى أن يقنعوه بالدخول في الإسلام، وللفائدة انظري الفتويين رقم: 95112، ورقم: 120123.
والله أعلم.