الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نعلم مستندا شرعيا للأرقام الواردة في السؤال. وعموما فالأصل في الرقى الجواز ما لم تشتمل على محرم؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.
وعلى ذلك فلا مانع من الاستشفاء بالرقية المذكورة، دون اعتقاد سنيتها بهذا العدد؛ لعدم الدليل على التحديد. واعلم أن حضور القلب أثناء الرقية وصدق اللجوء فيها إلى الله لهو من الأهمية بمكان في نجوعها.
يقول ابن القيم رحمه الله: وكثيرا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستجيب لهم، فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه وإقباله على الله، أو حسنة تقدمت منه، جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكرا لحسنته، أو صادف الدعاء وقت إجابة ونحو ذلك فأجيبت دعوته، فيظن الظان أن السر في لفظ ذلك الدعاء، فيأخذه مجردا عن تلك الأمور التي قارنته من ذلك الداعي، وهذا كما إذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به، فظن غيره أن استعمال هذا الدواء مجردا كاف في حصول المطلوب كان غالطا، وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس. اهـ
ويقول: والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحدّه فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعد قوي، والمانع مفقود، حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء أو كان ثم مانع من الإجابة لم يحصل الأثر. اهـ من الداء والدواء.
وينبغي على الدعاة إلى الله أن يعلموا الناس ما ينفعهم، ومن ذلك الرقى الشرعية التي دلت عليها السنة النبوية الصحيحة، وقد ذكرنا طرفا منها في الفتاوى أرقام: 19900، 4310، 19134. فهذه جديرة بأن تتوافر همم الدعاة على نشرها وتعليمها، وهي أولى بذلك من غيرها من التجارب الشخصية والاجتهادات الفردية كالمذكورة في السؤال، وإن كانت جائزة أيضا.
والله أعلم.