الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإخبار من يجهل حال هذا الولد بحاله عند التقدم لخطبته هو مقتضى النصح للمسلم، فعن جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: بَايَعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. رواه مسلم.
وقد نصّ بعض العلماء على وجوب بيان عيوب الخاطب من غير طلب المشورة، قال الرملي في نهاية المحتاج: وَمَنْ اُسْتُشِيرَ فِي خَاطِبٍ أَوْ نَحْوِ عَالِمٍ لِمَنْ يُرِيدُ الِاجْتِمَاعَ بِهِ أَوْ مُعَامَلَتَهُ هَلْ يَصْلُحُ أَوْ لَا أَوْ لَمْ يُسْتَشَرْ فِي ذَلِكَ كَمَا يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِالْمَبِيعِ عَيْبًا أَنْ يُخْبِرَ بِهِ مَنْ يُرِيدُ شِرَاءَهُ مُطْلَقًا ....... وجوباً كما في الأذكار والرياض وشرح مسلم كفتاوى القفال وابن الصلاح وابن عبد السلام .
وفي فتوحات الوهاب: ...وروي الحاكم أن أخا لبلال خطب امرأة فقالوا إن يحضر بلال زوجناك فحضر بلال فقال: أنا بلال وهذا أخي وهو امرؤ سيئ الخلق والدين. قال الحاكم صحيح الإسناد.
وينبغي لك مداومة نصح ولدك بمجاهدة نفسه للتخلص من شدة الغضب والتخلق بالأخلاق الحسنة، كما ينبغي نصح ولدك الآخر بالمحافظة على الصلاة والبعد عن رفقاء السوء والحرص على مصاحبة الصالحين، وينبغي أن تكثر من الدعاء لهما، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
والله أعلم.