الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاعتبار الذي ينبغي تقديمه عند اختيار الزوجة هو الدين لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على الزواج بالأبكار لقوله صلى الله عليه وسلم لجابر: فهلا بكراً تلاعبها. لكنه أقر جابراً وصوب اختياره لما أخبره بسبب زواجه من ثيب مع أنه شاب صغير السن ودعا له لأجل ذلك.. وكون المرأة مطلقة ليس عيباً يقدح فيها، والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة رضي الله عنها ثيباً وكانت تكبره بكثير، ولم يتزوج بكراً غير عائشة.
فقد يثاب الرجل على زواجه من المطلقة إذا نوى بزواجه منها إعفافها وتفريج همها، وجبر ما قد تشعر به في نفسها من أثر الطلاق، أما إذا خلا من قصد صالح فإنه لا ثواب فيه بمجرده، أما بخصوص شكك فيما يتعلق بماضي هذه المرأة، فليس هناك مسوغ لهذا الشك، فالأصل في المسلم السلامة، والواجب إحسان الظن بالمسلمين، فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين فاستخر الله عز وجل، وامض في الزواج منها ولا تلتفت للوساوس، واعلم أنك إن صدقت في الاستخارة فإن الله سيختار لك الخير. وراجع في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976.
والله أعلم.