الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظلم ظلمات يوم القيامة، وهو محرم شرعا وطبعا، والمظلوم إن لم يأخذ حقه في الدنيا فسيأخذه يوم القيامة ـ حتى البهائم ينتصف لبعضها من بعض ـ قال سبحانه: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ {إبراهيم:32-34}.
وللمظلوم أن ينتصر من ظالمه، قال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {الشُّورى:41-42}.
لكنك لم تبين لنا نوع الظلم الذي وقع عليك هل هو ظلم مادي أو ظلم معنوي أو غير ذلك؟ وعلى كل، فقد فصلنا القول في حكم التعويض عن الضرر ـ ماديا كان أو معنويا ـ في الفتاوى التالية أرقامها: 99801، 66112، 9215.
وبناء عليه، فإن كان الضرر الذي لحقك والظلم الذي أصابك ظلم مادي يساوي مقدار ما حصلت عليه، فلا حرج عليك في الانتفاع بذلك المبلغ لكونه عوضا عما ظلمت فيه من حقوقك المادية، وأما إن كان الضرر معنويا فالراجح ـ كما بينا في الفتاوى المحال إليها آنفا ـ أنه لا يجوز أخذ عوض مادي عنه، وفي حال عدم استحقاقك لهذا المبلغ فيلزمك أن تعيده إلى أصحابه، فإن لم تستطع صرفته في المصالح العامة أودفعته إلى الفقراء والمساكين.
والله أعلم.