الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي لزوجتك أن تهون على نفسها وينبغي لك أيضاً أن تهون عليها أيضاً فإن الأمر يسير بإذن الله تعالى. وأما بالنسبة للإجهاض فالراجح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز في مختلف مراحل الجنين أي ولو كان في طور النطفة، لأن هذه نسمة يرجى لها أن تخرج إلى الدنيا فلا يجوز إهلاكها. لأن هذا من الفساد، والله تعالى يقول: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ. {البقرة:205}، وانظر الفتوى رقم:5920
وما ذكر من كون الأطفال في مثل هذه السن، أو احتمال أن يكون الطبيب الذي يجري الولادة رجلاً، أو الحاجة إلى سيارة لمراجعة المستشفى فكل هذه لا تعتبر مسوغات شرعية تبيح الإجهاض، فعليك أن تكون عوناً لزوجتك في رعاية الأولاد، وهذا الطفل الصغير في سن يمكنه أن يستغني فيها عن الرضاع، وإذا لم توجد قابلة أو طبيبة لإجراء الولادة فيجوز أن يقوم بذلك رجل للضرورة، وراجع الفتوى رقم: 8107، ويمكنها أن تراجع الطبيب في فترات متباعدة دفعاً لحرج عدم وجود وسيلة خاصة للتنقل.
وأخيراً نقول إن الله تعالى قد يبارك في هذه النسمة فيجعل فيها من الخير والبركة الشيء الكثير ففوضا الأمر إلى الله تعالى.
والله أعلم.