الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائل الكريم على غيرته على دينه وكراهته لرؤية المنكر وحب تغييره وجراءته في النهي عنه فهذه الصفة من أهم صفات المؤمنين، فقد قال الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ... {71}، ولا شك أن الغش من المنكرات المحرمة التي يجب تغييرها على المستطيع، وسبق بيان حرمة الغش في الامتحانات وفي غيرها وذلك في الفتوى رقم: 2937.
ولذلك فقد أحسنت عندما نهيت عن هذا المنكر عند رؤيته، وذكر هذه الآية والتذكير بها عند النهي عن المنكر مناسب جداً لمن أعرض عن النصيحة ولم ينته عن المنكر، أما من قبل النصيحة وامتثل الأمر فلا يناسب ذكرها له، وإنما تذكر له آية تدل على فضل الامتثال مثل قوله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. {النور:51}. وما أشبهها، وكان ينبغي أن تشكر هذا الشاب بعد ما امتثل... وتدعو له بالنجاح وصلاح الحال والمآل.
وقد كان السلف الصالح يذكرون الآيات المناسبة للمقام عندما ينصحون أو يعظون... كما قال عمر لبعض أصحابه عندما رآه يشتري اللحم: أما يريد أحدكم أن يطوي بطنه عن جاره أو ابن عمه... أين تذهب عنكم هذه الآية: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.