الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في الأشياء كلها أنها باقية على طهارتها ما لم يتيقن أنه قد أصابتها نجاسة، فالواجب أن يستصحب هذا الأصل، لئلا يجر ترك استصحابه إلى الوسوسة التي هي من أعظم الأمراض التي تفتك بالعبد وتضر به في دينه ودنياه، ولا شك أن توهم تنجس من لمس الطاولة التي لم تلامس الأرض وسوسة عظيمة يلزم علاجها، وإذا تقرر أن الأصل الطهارة فما لم يعلم أن أرض هذا الحمام قد وقعت عليها نجاسة فإنها باقية على طهارتها، وكذا المكان المعد للاغتسال، فإن هذا المستطيل محكوم بطهارته، ما لم يتيقن أنه قد وقعت عليه نجاسة، فإذا حصل اليقين بذلك، فإنه يطهر بصب الماء عليه، ونحن نحذرك من الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب وغيره، فإن الاسترسال مع الوسوسة مجلبة لشر عظيم، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.