الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمقصود من هذا الأثر: ذم الغناء وسماعه، لعموم الرجال والنساء، لكنه أكثر ذما وأشد خطراً على النساء وذلك لسرعة انفعالهن به أكثر من الرجال، وقد عقد الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه: إغاثة اللهفان ـ فصلاً عن تسمية الغناء: رقية الزنا، وأورد فيه هذا الأثر وغيره، ثم قال: ولا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء كما يجنبهن أسباب الريب، ومن طرق أهله إلى سماع رقية الزنا فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه، ومن الأمر المعلوم عند القوم: أن المرأة إذا استصعبت على الرجل اجتهد أن يسمعها صوت الغناء فحينئذ تعطي الليان، وهذا، لأن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جداً، فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من وجهين: من جهة الصوت ومن جهة معناه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة حاديه: يا أنجشة رويدك رفقاً بالقوارير: يعني النساء. انتهى.
وقد ذكرنا حكم الغناء في كثير من الفتاوى، فانظر منها الفتوى رقم: 46392.
والله أعلم.