الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شريعة الإسلام كلها حكمة وعدل ورحمة، جاءت لإسعاد العباد في هذه الحياة وما بعدها، ولذلك قال العلماء: الشريعة جاءت لجلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليها، فالمحرمات تباح عند الضرورة، كما في القاعدة المتفق عليها ـ الضرورات تبيح المحظورات ـ وهذه القاعدة تكملها: الضرورات تقدر بقدرها ـ وهما مأخوذتان من قول الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة: 173}.
ولكن هناك محرمات لا تبيحها الضرورة وهي: قتل الإنسان أو أكل ميتته لكرامته وحرمته، وشرب الخمر للعطش، لأنه لا يزيله ـ ويباح عند الإكراه وإزالة الغصة، قال العلامة خليل المالكي في المختصر: وللضرورة ما يسد غير آدمي وخمر إلا لغصة.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 22619، 28646، 24683.
والله أعلم.