الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائل الكريم على شعوره بهذه المخالفة المنتشرة واحترامه لما يجب احترامه وتعظيمه لشعائر الله الدال على تقوى القلوب، فقد قال سبحانه: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {32}.
وإن مما عمت به البلوى وعسر الاحتراز منه في هذا العصر ما ذكره السائل الكريم من انتشار الأوراق وغيرها، وعليها الكتابة التي لا تخلو من محترم تجب صيانته وحفظه، وعلى المسلم إذا رأى شيئاً من ذلك أن يسدد ويقارب ويزيل ما استطاع، وما شق عليه فمعفو عنه وغير مكلف به، فمن القواعد المتفق عليها: أن المشقة تجلب التيسير، وأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ـ ولذلك، فإذا كان رفع هذا المكتوب وصيانته يشق عليك أو لم تجد من الوسائل ما تستطيع به حفظه، فلا حرج عليك ولا إثم ـ إن شاء الله تعالى ـ لقوله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {78}. وقوله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل عن هذا الموضوع انظر الفتويين رقم: 112698، ورقم: 112579، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.