الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجميع ما ذكر في السؤال إنما هو من العقائد الباطلة عند النصارى، وخطيئة آدم: هي الأكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها ولا يتحمل تبعتها غيره، وقد قال الله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى* أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {النجم:36-38}.
فالإنسان لا يؤاخذ بخطيئة غيره، وهذا مما اتفقت عليه الرسالات السماوية، ومما يجب أن لا يختلف عليه العقلاء، وكيف يؤاخذ بذنب أحدثه أحد قبله ولم يكن هو المتسبب فيه ـ لا من قريب ولا من بعيد؟ ولمزيد الفائدة عن ذلك راجع فيه الفتوى رقم: 70824.
وأما صلب المسيح عليه السلام: فلم يحدث، وذلك بنص القرآن الكريم: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:157-158}.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 53029، الأدلة من كتبهم على أنه لم يصلب.
ويسوع: هو اسم المسيح عليه السلام عند النصارى، وانظر الفتوى رقم: 69052.
وأما تأليههم إياه: فمن غلوهم وضلالهم الذي أنكره الله عليهم، وقد بينا بطلان تلك العقيدة في الفتوى رقم: 30506.
واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يتخذ صديقاً ولا صاحباً كافرا، لحديث: لا تصاحب إلا مؤمناً. رواه أحمد وغيره.
وإذا اقتضى الواقع مخالطته، فالمطلوب من المسلم أن يحسن إليه ويعدل معه ويدعوه ويرغبه في الإسلام وانظر الفتويين رقم: 25510، ورقم: 94121.
والله أعلم.