الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في الصلاة في المكان المذكور، وليس فيها ما ينافي احترام القرآن، فأنت لم تتحر الصلاة في أماكن الضجيج، وإنما وصل إليك الضجيج وأنت في ساحة المسجد، والذي ينافي احترام القرآن: أن يجهر بقراءته في أماكن انشغال الناس وضجيجهم، بحيث لا يستمعون إليه، فحينئذ يكون في هذا امتهان له، جاء في مطالب أولي النهي لشرح المنتهى: قال في الفنون: قال حنبل: كثير من الأقوال والأفعال يخرج مخرج الطاعة عند العامة وهي مأثم عند العلماء ـ مثل القراءة في الأسواق ـ يصيح فيها أهل السوق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك لما فيه من الامتهان.
وقال في شرح المنتهى: لا يجوز رفع الصوت بالقرآن في الأسواق مع اشتغال أهلها بتجارتهم وعدم استماعهم له، لما فيه من الامتهان.
ومن هذا يتضح أن الصلاة في المكان المذكور لا تدخل في ذلك، لكن إذا كان صوت الضجيج عاليا، بحيث يخل بخشوعك، فحينئذ يستحب لك أن تتحرى لصلاتك مكانا هادئا ليكون ذلك أدعى لحضور قلبك في الصلاة.
والظاهر أن ما ورد عليك من تلك الفكرة إنما هي من الوساوس، فننصحك بالإعراض عنها وعدم الاسترسال معها، وانظر ـ أيضا ـ الفتوى رقم: 132309، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.