الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فههنا أمور لا بد من تنبيهك عليها، منها:
أن صلاة الجماعة فرض عين على كل مسلم حر بالغ، وفعل الجماعة في المسجد أولى وأفضل من فعلها في غيره، وإن كانت تجزئ لو فعلت في غير المسجد عند كثير من أهل العلم، ولكن تفوت فضيلة المسجد، وانظر الفتوى رقم: 128394.
ومنها: أن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها إثم عظيم وذنب كبير أكبر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، بل قد ذهب بعض العلماء إلى كفر من تعمد ترك الصلاة، وانظر الفتوى رقم: 130853.
ومنها: أن من الأعذار المبيحة لترك الجماعة حضور الطعام والمرء تائق إليه، بحيث يشتغل به لو صلى، فمن فقهه أن يقضي نهمته من الطعام ثم يقبل على صلاته كما دلت على ذلك الأحاديث.
وبما ذكرناه تعلم أن تقديمك لطعام العشاء في هذه الحال إن كان يتضمن إخراج الصلاة عن وقتها فهو من كبار الذنوب التي يجب عليك المبادرة بالتوبة منها، وإن كان يتضمن ترك الجماعة، فإن كانت بك إلى الطعام حاجة فلك رخصة في ذلك، وإلا فأنت ملوم لتفويتك الجماعة، وإن كان الذي يفوتك هو فعل الجماعة في المسجد وكنت تصلي جماعة بأهلك في الوقت، فهذا جائز ـ كما قدمنا ـ ولكن تفوتك فضيلة فعل الجماعة في المسجد.
والله أعلم.